مَحَبَّةٌ فَرِحَةٌ
ابْتَسَمَ بِريندان وَكَاتي لِبَعْضِهِما البَعْض. عِنْدَمَا تَنْظُرُ لِلفَرَحِ النَّقِيِّ البَادِي عَلى وَجْهَيهِما لَنْ تَكونَ قَادِرًا أَبَدًا عَلى أَنْ تُخَمِّنَ مَدَى الصُّعُوبَاتِ الَّتي أَدَّتْ إِلى تَغْييرِ العَديدِ مِنْ خِطَطِ زَفَافِهِما بِشَكْلٍ كَبيرٍ بِسَبَبِ القُيودِ الَّتي فَرَضَهَا كُوفيد-19. حَتَّى مَعَ وُجودِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِين فَرْدًا مِنْ أَفْرَادِ العَائِلَةِ، كَانَ الفَرَحُ وَالسَّلامُ يَشِعَّانِ مِنَ وَجْهَيهِما عِنْدَما كَانَا يُرَدِّدَانِ العُهودَ بِسَبَبِ حُبِّهِما لِبَعْضِهِما البَعْضِ وَيُعَبِّرانِ…
مِنَ الضِّيقِ
مِنْذُ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ أَخْبَرَتْني صَديِقَةٌ لِي، كَمْ كَانَتْ مُخِيفَةً بِالنِّسْبَةِ لَها مُحَاوَلَةُ عُبورِ شَارِعٍ تَتَقَاطَعُ فِيهِ عِدَّةُ طُرُقٍ مَعًا. قَالَتْ: "لَمْ أَرَ شَيئًا كَهذَا مِنْ قَبلٍ؛ بَدَتْ قَواعِدُ عُبورِ الشَّارِعِ الَّتي تَعَلَّمَتُها غَيرَ فَعَّالَةٍ. كُنْتُ خَائِفَةً لِدَرَجَةِ أَنَّني كُنْتُ أَقِفُ فِي الزَّاوِيَةِ وَانْتَظِرُ الحَافِلَةَ وَأَسْأَلُ السَّائِقَ أَنْ يَسْمَحَ لِي بِالرُّكُوبِ إِلى الجَّانِبِ الآخَرِ مِنَ الشَّارِعِ. تَطَلَّبَ الأَمْرُ مِنِّي وَقْتًا طَويِلًا…
مَعْلُومَةٌ وَدَلِيلٌ
عِنْدَمَا قَرَّرَتْ دُوريس جُودوين تَأْلِيفَ كِتَابٍ عَنِ الرَّئِيسِ الأَمْرِيكِيِّ السَّادِسِ عَشَرَ أَبْرَاهَام لِنكولن، أَرْعَبَتْها حَقِيقَةُ أَنَّهُ قَدْ تَمَّتْ كِتَابَةُ حَوَالِي أَرْبَعَةِ عَشَرَ أَلْفِ كِتَابٍ عَنْهُ بِالفِعْلِ. مَاذَا مِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ قَدْ بَقِي لِيُقالَ عَنْ ذَلِكَ القَائِدِ المَحْبُوبِ؟ لَمْ يَرْدَعْها ذَلِكَ وَقَامَتْ بِتَأْلِيفِ كِتَابٍ: "فَريقٌ مِنَ المُنَافِسينَ: عَبْقَرِيَّةُ أَبْرَاهام لِينكولن السِّيَاسِيَّةَ". أَصْبَحَتْ نَظْرَتُها وَرُؤْيَتُها الجَّديدَةُ لِأُسْلُوبِ قِيَادَةِ لِينكولن، الكِتَابَ الأَشْهَرَ…
عَطِيَّةٌ غَيرُ مُسْتَحَقَّةٍ
تَفَاجَأْتُ عِنْدَمَا أَعْطَتْنِي صَدِيقَتِي هَدِيَّةً مُؤَخَّرًا. فَلَمْ أَكُنْ أَعْتَقِدُ بِأَنَّني أَسْتَحِقُّ مِثْلَ هَذِهِ الهَدِيَّةَ الجَّمِيلَةَ مِنْهَا. لَقَدْ أَرْسَلَتْها بَعْدَمَا سَمِعَتْ بِأَنَّني أُعَانِي مِنْ بَعْضِ الضُّغوطِ فِي العَمَلِ. وَذَلِكَ عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّها كَانَتْ تَمُرُّ بِنَفْسِ القَدْرِ مِنَ الضُّغُوطِ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرُ مِمَّا أَمُرُّ أَنَا بِهِ، مَعَ وَالِدينِ يَشِيخَينِ وَتَحَدِّيَاتٍ مَعَ أَطْفَالِها وَاضِّطَرابٍ فِي العَمَلِ وَتَوَتُّرٍ فِي زَوَاجِها. لَمْ يُمْكِنُني…
عُدْ إِلى اللهِ
فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنْ إِحْدَى الأُمْسِيَاتِ عِنْدَمَا كُنْتُ أَرْكُضُ بِالْقُرْبِ مِنْ مَوقِعٍ تَجْري فِيهِ أَعْمَالُ بِنَاءٍ فِي مَنْطِقَتِنا أَصْدَرَ قِطٌّ صَغِيرٌ مِوَاءً تِجَاهِي بِنَبْرَةٍ حَزِينَةٍ تَنُمُّ عَنِ المُعَانَاةِ وَتَبِعَنِي إِلى البَيتِ. اليَومَ أَصْبَحَ ذَلِكَ القِطُّ الصَّغِيرُ قِطًّا بَالِغًا اسْمُهُ مِيكِي وَيَنْعَمُ بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ وَشَكْلٍ وَسِيمٍ، وَيَعِيشُ حَيَاةً مُرِيحَةً فِي بَيْتِنا وَيَتَمَتَّعُ بِمَحَبَّتِنَا الشَّديدَةِ لَهُ. كُلَّمَا رَكَضُّتُ عَلى الطَّريقِ الَّتي وَجَدتُهُ…
رُؤْيَةُ يَسوعَ
وُلِدَ لِيو بِحَالَةٍ نَادِرَةٍ جَعَلَتْ بَصَرَهُ مُشَوَّشًا وَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ رُؤيَةِ وَالِديهِ حَتَّى سِنِّ الأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، كَانَ الأَمْرُ بِالنِّسْبَةِ لَهُ شَبِيهٌ بِالعَيشِ وَسَطَ ضَبَابٍ كَثيفٍ. لَكِنَّ الأَطِبَّاءَ تَمَكَّنوا مِنْ تَوفِيرِ نَظَّارَةٍ خَاصَّةٍ لَهُ.
نَشَرَ وَالِدُ لِيو فِيديو لِأُمِّهِ وَهِيَ تَضَعُ النَّظَّارَةَ الجَّديدَةَ عَلى عَينَيهِ لِلمَرَّةِ الأُولى. شَاهَدْنَا لِيو وَهُوَ يُرَكِّزُ بِبُطءٍ، وَالابْتِسَامَةُ تَتَّسِعُ عَلى وَجْهِهِ لِأَنَّهُ رَأَى أُمَّهُ لَأَوَّلِ مَرَّةٍ.…
ذِرَاعَا اللهِ مَفْتُوحَةٌ
عَبَسْتُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلى هَاتِفي الخَلَوِيِّ وَعَقَدْتُ حَاجِبَيَّ مِنَ القَلَقِ. فَقَدْ كُنْتُ أَنا وَصَديقَةٌ لِي عَلى خِلافٍ جَدِّيٍّ حَولَ مُشْكِلَةٍ مَعَ أَطْفَالِنا، وَكُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّني بِحَاجَةٍ إِلى الاتِّصَالِ بِها وَالاعْتِذَارِ لَها. لَمْ أَرْغَبْ فِي القِيامِ بِذَلِكَ لِأَنَّ وجْهَاتِ نَظَرِنَا لَا تَزَالُ مُتَعَارِضَةً، لَكِنَّني أَعْلَمُ بِأَنَّني لَمْ أَكُنْ لَطِيفَةً وَمُتَوَاضِعَةً فِي آخِرِ مُنَاقَشَةٍ لَنا حَولَ المَوضوعِ.
تَسَاءَلْتُ وَأَنا أُفَكِّرُ فِي إِجْرَاءِ…
الرَّاعِي الصَّالِحِ
عِنْدَمَا سَمِعَ القَسُّ وَارين أَنَّ رَجُلًا فِي كَنِيسَتِهِ قَدْ هَجَرَ زَوْجَتَهِ وَأُسْرَتَهِ، طَلَبَ مِنَ اللهِ أَنْ يُسَاعِدَهُ فِي مُقَابَلَةِ الرَّجُلِ كَمَا لَو كَانَ عَنْ طَريقِ الصِّدْفَةِ حَتَّى يَتَمَكَّنا مِنَ التَّحَدُّثِ مَعًا. فَعَلَ الرَّبُّ ذَلِكَ! عِنْدَما كَانَ وَارين يَدْخُلُ إِلى مَطْعَمٍ رَأَى الرَّجُلَ جَالِسًا عَلى مَقْعَدٍ أَمَامَ مِنْضَدَةٍ. فَسَأَلَهُ: "هَلْ لَدَيكَ مَكَانٌ شَاغِرٌ لِرَجُلٍ جَائِعٍ؟" سُرْعَانَ مَا تَحَدَّثا وَتَشَارَكَا بِعُمْقٍ وَصَلَّيَا…
الرَّجُلُ الأَكْثَرُ شُعُورًا بِالوَحْدَةِ
فِي 20 يُوليو 1969، خَرَجَ أَرْمِسْترونج نِيلْ مِنْ وِحْدَةِ الهُبوطِ عَلى سَطْحِ القَمَرِ وَأَصْبَحَ أَوَّلَ إِنْسَانٍ يَسيرُ عَلى سَطْحِ القَمَرِ. لَكِنَّنا عَادَةً لَا نُفَكِّرُ كَثيرًا فِي ثَالِثِ شَخْصٍ فِي الفَريقِ مَايكل كُولينز الَّذي كَانَ يَقُودُ وِحْدَةَ قِيَادَةِ أَبُّولو 11.
فَبَعْدَمَا نَزَلَ زُمَلاؤُهُ عَلى الدَّرَجِ لِاخْتِبَارِ سَطْحِ القَمَرِ، انْتَظَرَ كُولينز بِمُفْرَدِهِ عَلى الجَّانِبِ البَعيدِ مِنْ القَمَرِ. وَكَانَ مَعْزولًا عَنِ التَّوَاصُلِ مَع…
يُمْكِنُني فَقَطْ أَنْ أَتَخَيَّلَ
جَلَسْتُ فِي الكَنِيسَةِ خَلْفَ امْرَأَةٍ بَينَما فَريقُ العِبَادَةِ يَعْزِفُ وَيُرَنِّمُ "يُمْكِنُني فَقَطْ أَنْ أَتَخَيَّلَ". رَفَعْتُ يَدَيَّ وَسَبَّحْتُ اللهَ وَصَوتُ المَرْأَةِ السُّوبرانو الجَّميلُ يَتَنَاغَمُ مَعَ صَوتِي. بَعْدَما أَخْبَرَتْنِي عَنْ مُعَانَاتِها الصِّحِّيَّةِ، قَرَّرنا أَنْ نُصَلِّي مَعًا خِلالَ عِلاجِها القَادِمِ مِنَ السَّرطَانِ.
بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ أَخْبَرَتْني لُويز بِأَنَّها خَائِفَةٌ مِنَ المَوتِ. أَلْصَقْتُ رَأْسِي بِرَأْسِها وَأَنا أَنْحَني عَلى فِرَاشِها فِي المُسْتَشْفَى، وَهَمَسْتُ مُصَلِّيَةً، وَرَنَّمْنَا…